لا صوت يعلو فوق صوت بطولة كأس الأمم الأفريقية التى تستضيفها كوت ديفوار و يشارك فيها منتخبنا الوطني محاولا الفوز باللقب الثامن بعد غياب طال ثماني سنوات ….
كنا نمني النفس بتحقيق فوز عريض في أولى اللقاءات مع منتخب موزمبيق المصنف رابعا، خاصة و أن منتخبنا يضم كوكبة من المحترفين المتميزين على رأسهم ابننا و فخرنا (( محمد صلاح )) نجم ليفربول الإنجليزي و أحد أفضل ثلاثة لاعبين في العالم حاليا و معه نخبة من اللاعبين سواء من المحترفين خارجيا او محليا ….
كما أن المنتخب يقوده جهاز فني رفيع المستوى تم تقديم كافة أشكال الدعم له سواء ماديا أو معنويا …. و تجلى ذلك بوضوح عندما قام فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارتهم في معسكرهم قبل السفر مقدما لهم دعما كبيرا طالبا منهم أن يبذلوا ما في وسعهم من أجل إسعاد الجماهير الغفيرة العاشقة و الداعمة لهم …
و لكن …
تأتي الرياح بما لا يشتهي السَفِن
أو بقول آخر … تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن … و كلا المقولتين صحيح ..
المهم …
تعثر منتخبنا في أول لقاءاته و كان الأداء سيئا لا يتناسب مع قدرات لاعبينا و يخالف تماما ما توقعه الجميع … حيث فقدنا نقطتين أو بالأحرى كسبنا نقطة بعد تعادل غريب و أداء باهت غير مقنع …
و بدات سلسلة الهجمات و الانتقادات من جحافل المحللين و الخبراء المنتشرين المتواجدين باستوديوهات القنوات الفضائية عربية كانت أم محلية ….
و تبارى هؤلاء المحللين في انتقاد المنتخب لاعبين و جهاز فني … بالحق أو بالباطل كل حسب انتمائه و اهوائه ….
و كانت تلك الفضائيات مستعدة و جاهزة تماما لهذا الحدث فحشدت العديد من المحللين معظمهم من طريدي الملاعب عديمي الخبرة منعدمي الثقافة ليقوموا بإثارة الفتنة و نشر الروح الانهزامية مع تصفية الحسابات وفق ألوان الفانلات …
فهذا مقهور من هذا النادي فيقوم بالقضاء اللوم على لاعبيه …
بينما آخر يتودد الى النادي المنافس فيقوم بالولولة لعدم مشاركة لاعب من لاعبيه او انضمام آخر يروجون انه أقل كفاءة ا خبرة بدلا منه إلى المنتخب ….
بعيدا عن كل ذلك ….
فإنني أرى أن أداء المنتخب لم يكن على المستوى المأمول … حيث أخطأ الجهاز الفني في اختيار التشكيل المناسب … كما ظلم محمد صلاح باشراكه في غير مركزه الذي يجيد فيه في الجناح الأيمن … كما افتقد المنتخب لجهود و مهارة مروان عطية في خط الوسط … أيضا عدم الدفع بكل من عمر كمال عبد الواحد و احمد فتوح و تفضيل محمد هاني و احمد حمدي مما حرم المنتخب من ميزة كبرى على مستوى تطوير الهجوم ….
نقطة أخرى لاحظتها منذ بدء فترة تجمع اللاعبين في المعسكر بالقاهرة ….
لاحظت ان هناك حالة من الثقة الزائدة و كأنما نحن ذاهبون في نزهة … و كان الحديث عن مستوى فرق المجموعة حديثا يؤكد ان صدارة المجموعة ستكون حتما للمنتخب المصري و سيكون معه المنتخب الغاني …
تحدث الجهابذة عن التاريخ و العراقة
و … و …
و تناسوا أن كرة القدم الأفريقية تطورت كثيرا و أن خريطتها تغيرت … فالصغير لم يعد كذلك و أصبحت الفوارق بسيطة مع اتساع و تنامي الاحتراف الخارجي و تهافت الفرق و الدوريات العالمية في أوروبا و الخليج في التعاقد مع المواهب الأفريقية التي تزخر بها القارة السمراء …. مما أدى إلى ظهور قوى كروية جديدة مثل بوركينا فاسو و أنجولا و غينييا بالوانها الثلاثة و الرأس الأخضر وغيرها ….
المهم ….
كرة القدم لا تعرف المستحيل … و سرها في عدم توقع نتائجها … و خسارة البدايات لا تعني النهاية …
فلربما يكون ما حدث مجرد جرس إنذار … و لا ننسى ان الأرجنتين فازت بكأس العالم الأخيرة رغم هزيمتها المدوية في المباراة الافتتاحية من المنتخب السعودي …
و نتذكر أيضا انه في عام ١٩٨٦ في القاهرة تلقى المنتخب الوطنى المصري هزيمة قاسية من السنغال في المباراة الافتتاحية و لكن في النهاية فازت مصر بالبطولة ….
العبرة دائما بالخواتيم و الكيس الفطن من يستفيد و يتعلم من أخطائه دون مكابرة او تعال أو عناد ….
بقيت كلمة ….
على جهابذة المحللين و المعلقين ممن تمتلىء بهم الدكاكين الفضائية أن يتركوا الجهاز الفني يعمل … يقدموا النصح خالصا دونما توجيه وفق انتماء او اهواء او تصفية حسابات …
و على الجهاز الفني و اللاعبين ان يتمسكوا بالفرصة و يثبتوا الجدارة التي يستحقونها كونهم أصحاب الصدارة و الريادة على مستوى القارة … عليهم ان يثقوا في قدراتهم ….
و أهمس أخيرا في اذن ابننا و فخرنا و قائد منتخبنا …
(( محمد صلاح ))
ننتظر منك الكثير ….
انت أيضا بحاجة إلى اللقب الأفريقي فهو ما تبقى أمامك لتحصل على الكرة الذهبية تتوج بها مسيرتك المظفرة …
فمزيدا من العرق و الجهد … كما تفعل على الملاعب الأوربية ….
كل الدعم لمنتخبنا الوطني لتحقيق البهجة و الفرح و السرور لشعبا الطيب خاصة وسط هذه الظروف الصعبة الاي نمر بها …